مقالات رأي
أمين العبسي .. مات
واحدٌ من وجوه السوق المركزي بتعز، الذين شهدوا تاريخ من مروا عليه في الزمان والمكان خلال أزيد من أربعة عقود .. افتتح “مخبازة” له في الشارع الموازي للسوق، بالقرب من السينما وجوار مسكن الشيخ سعد الجهمي ومقر نادي الطليعة القديم في حارة المدرسة، قبل أن يتملَّك العمارة ويضيف اليها، وظلت المخبازة محافظة على طابعها الشعبي في تقديم الوجبات (الخبز الملَّوح والكبدة واللحم والسمك والفتة بأنواعها)، ويرتادها الكثير من شخصيات المدينة المعروفين الذين يحتفظ بعلاقات ودٍ معهم.

لم يتخلَ عن سجيته القروية وعفويتها في المرح و”العرعرة”، لهذا كان صديقاً وكريماً مع الجميع ومحبِّاً ومتابعاً للرياضة. وكنا لا نستغرب أن يكون من روَّاد المخبازة الشعبية، الموجودة في شارع خلفي ضيق، وجوه معروفة وثرية من عائلة هائل سعيد أنعم، إذ كان عديد منهم يجيئون إليها، لتناول الإفطار في أيام العُطل والإجازات، والذي كان يجذبهم إلى المكان، بالإضافة إلى جودة الأكل، كانت أيضاً شخصية صاحب المكان بعفويته المنهمرة من لسان محبب.
كان جاراً وصديقاً حميماً لعمي، والاثنان على صلة صداقة كبرى بالفنان الكبير أيوب طارش العبسي، لهذا حين قام عمي بتزويج ولده خالد في القرية في صيف العام 2005، عمل على حشد وتوصيل العديد من شخصيات السوق والمدينة بسيارته وسيارات أخرى، وكان على رأس الجميع الفنان أيوب الذي غنى وأطرب الناس في سطح منزل متواضع، في حدث نادر في قريتنا، لم يزل يتذكره العشرات كطيف جميل مر عليهم ذات صيف قائض ممطر.
