تقارير
وزير الدفاع يُعِيد فرض “صِهْرهِ” كمتحكم بالمستشفى الميداني المجاني في مأرب

-
قيادة “التحالف” منعت تدخل بشير جُبَاري في عمل المستشفى، فتدخل الوزير المقدشي وأعاده لممارسة الفوضى في المشفى
-
قضت توجيهات “التحالف” بإنزال اسم زوج أخت الوزير من كشوفات الرواتب كونه ليس من موظفي المستشفى
-
الوزير أوقف مدير دائرة الخدمات الطبية في وزارة الدفاع عن عمله، عقاباً له، بسبب عدم تعامله مع توجيهات “صِهْرِه”
-
بالمخالفة للقانون، وجه الوزير دائرة الإسناد اللوجستي في الوزارة بالتعامل مع توجيهات زوج أخته، ورفعها للتحالف دون المرور بدائرة الخدمات الطبية
-
إيقاف صرف رواتب موظفي المستشفى لشهر أكتوبر، بسبب عدم وجود اسم “صِهْر” الوزير في كشف الراتب
تجاوزات جديدة لزوج أخت وزير الدفاع:
-
تهديد الأطباء ومسؤولي الأقسام وخصم مستحقاتهم وإيقاف بعضهم عن العمل
-
تعيين موظفين من خارج كادر المستشفى للعمل في المستشفى، وتحويل ممرضين للعمل كسكرتارية له
-
إيقاف رئيسة قسم الأسنان عن العمل، واستبدلها بطالبة متطوعة لازالت تدرس في جامعة العلوم
-
إجبار أقسام المستشفى على استقبال أعداد محددة من المرضى في اليوم، وطرد البقية وعدم علاجهم
-
تجنيد فتيات لاستقبال المرضى خارج المستشفى، ومطالبتهم بعدم دخوله بحجة أنه لا يقدم خدمات طبية جيدة
مأرب- “الشارع”- تقرير خاص:
في 23 سبتمبر الفائت، نشرت صحيفة “الشارع” تقريراً عن المشاكل القائمة في المستشفى الطبي الميداني المجاني في مدينة مأرب، جراء قيام وزير الدفاع، محمد علي المقدشي، بتعيين “صَهْرُه” (زوج أخته) مديراً لهذا المستشفى. تضمن التقرير شكاوى أطباء وموظفين في المستشفى، الذي بنته السعودية وجَهَّزَته ليُقَدِّم خدمات طبية مجانية لأفراد الجيش والأمن والمواطنين في مدينة مأرب.
قيادة التحالف العربي المساند للشرعية في مأرب، (ضباط سعوديون) استجابوا لشكاوى أطباء وموظفي المستشفى، وأوقفوا “صِهْر” وزير الدفاع اليمني عن التدخل في عمل المستشفى. بيد أن “المقدشي” تدخل وأعاد فرض قبضة زوج أخته على المستشفى. والنتيجة، عودة المشاكل في المستشفى.
وقال مصدر عسكري في مأرب لـ “الشارع”، إن وزير الدفاع، محمد علي المقدشي، أصدر، مؤخراً، قراراً قضى بإيقاف مدير دائرة الخدمات الطبية في وزارة الدفاع، الدكتور محمد عيسى، ووجه دائرة الإسناد اللوجستي في الوزارة بالتعامل مع توجيهات زوج أخته (بشير جباري)، ورفعها للتحالف دون المرور بدائرة الخدمات الطبية في الوزارة.
كان قرار “المقدشي” بمثابة تعيين جديد لزوج أخته مديراً للمستشفى. لهذا، عاد بشير جُبَاري لممارسة مهام باعتباره صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في المستشفى.
وأفاد المصدر العسكري أنه تم إقالة الطبيب محمد عيسى من موقعه، بسبب عدم تعامله مع التوجيهات التي استمر بشير جُبَاري بإصدارها، بعد تدخل المسؤولين السعوديين، وتوجيههم بأن يتولى “أبو حكيم” إدارة المستشفى بشكل كامل، دون أي تدخل من قبل “جُبَاري”.
وأوضح المصدر، أن قرار إيقاف الدكتور محمد عيسى، مدير دائرة الخدمات الطبية في وزارة الدفاع، جاء نتيجة عدم تعامله مع توجيهات بشير جُباري (زوج أخت المقدشي) الذي فرضه وزير الدفاع مديراً للمستشفى، بالرغم من أنه لم يكن من ضمن الكادر الطبي الذي اختارته اللجنة الطبية السعودية للعمل في المستشفى، وهو “فني أسنان”.
وأضاف المصدر: “وزير الدفاع المقدشي وجه دائرة الإسناد اللوجستي التعامل مع توجيهات صِهره، بشير جباري، دون المرور بدائرة الخدمات الطبية في الوزارة، وهو ما

يعد مخالفاً للقوانين والقواعد والنظم الصحية”، مشيراً إلى أن إدارة المستشفى الطبي الميداني ترفع باحتياجاتها إلى دائرة الخدمات الطبية في الوزارة، وهذه الدائرة تخاطب التحالف وتطلب منه تزويد المستشفى بما يريد.
وتابع المصدر، مشترطاً عدم ذكر اسمه: “توجيه وزير الدفاع بإيقاف مدير الخدمات الطبية عن العمل، جاء بالتزامن مع إيقاف صرف رواتب موظفي المستشفى لشهر أكتوبر المنصرم، لأنه لم يرد اسم بشير جُباري في كشوفات رواتب موظفي المستشفى لشهر أكتوبر، بعد أن قررت قيادة التحالف إيقافه عن التدخل في عمل المستشفى، وإنزال اسمه من كشوفات الرواتب، لأنه لم يتم، في الأساس، اعتماده كموظف في المستشفى من قبل اللجنة الطبية السعودية، التي اختارت موظفي المستشفى وكادره الطبي والتمريضي، بعد إجرائها لقاءات مفاضلة لعدد كبير من المتقدمين”.
عودة إلى الخلف
المملكة العربية السعودية، بنت وجَهَّزت هذا المستشفى الطبي الميداني، وسط مدينة مأرب، لتقديم خدمات طبية مجانية لأفراد الجيش والأمن والمواطنين في المحافظة. تم تجهيز المستشفى بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة، ليقدم “خدمات طبية متميزة مجانية للمواطن البسيط، ولأفراد الجيش والأمن”. وجاءت، حينها، لجنة طبية سعودية إلى مأرب، واختارت الكادر الطبي والتمريضي للمستشفى، والموظفين فيه، بعد إجراء مقابلات مفاضلة بين عدد من المتقدمين. وعينت اللجنة الطبية السعودية طبيباً يمنياً يدعى عبدالحكيم الشرعبي (“أبو حكيم”) مديراً للمستشفى، والتزم المسؤولون السعوديون بصرف الرواتب الشهرية للموظفين والعاملين في المستشفى، إضافة إلى صرف خمسين ألف ريال سعودي كموازنة تشغيلية شهرية له، وتزويده بأدوية ومستلزمات طبية.
قبل نحو تسعة أشهر، بدأ المستشفى العمل كمستشفى مجاني تماماً، “كل شيء فيه على حساب التحالف”؛ مع استمرار توافد الأدوات والمعدات والأدوية وغيرها. غير أن وزير الدفاع اليمني، محمد علي المقدشي، عَيَّن زوج أخته مديراً للمستشفى! صدر القرار باسم وزارة الدفاع، بتوقيع “المقدشي”، ونَصَّ على تعيين بشير جُباري (زوج أخت المقدشي) مديراً للمستشفى. و”جُباري” هو فني أسنان، وصغير في السن، مقارنة بالكادر الطبي الموجود في المستشفى، بما فيهم الدكتور “أبو حكيم”. وبشير لم يكن من ضمن الكادر الطبي الذي اختارته اللجنة الطبية السعودية للعمل في المستشفى. هكذا، أدير المستشفى عبر إدارتين مزدوجتين. فتحوّل من مكان لتقديم الخدمات الطبية المجانية للناس، إلى مكان للصراع وتصدير المشاكل.
استولى “بشير” على المستشفى وسَيَّرَهُ وفق مزاجه وعلى هواه، مستقوياً بـ “صَهْره” وزير الدفاع. لقد تحكم في كل شيء في المستشفى، وخَلَقَ إشكاليات ومشاكل متواصلة بين الإدارة وبين كادر الأطباء، وبالأخص الأطباء التخصصيين.
خلال سبعة أشهر، لم تتوقف المشاكل يوماً واحداً، وأصبحت طريقة بشير جُباري المتمثلة في التعامل الفج، واللغة المتعالية، والتهديدات، والاستقطاعات من المستحقات الشهرية، هي الطريقة الأمثل لخلق حالة سلبية معنوياً في وسط الأطباء، وكادر المستشفى. الصدام الشهري مع لجنة صرف الرواتب، وعرقلة صرف الرواتب لأسباب واهنة، وترويج شائعات مستمرة تقول إن “التحالف سيتخلف عن وعوده المتمثلة بانتظام صرف مرتبات موظفي وعاملي المستشفى من قبله”! إضافة إلى ذلك إعاقة العمل، وخلق أجواء غير صحية وغير إيجابية في المستشفى. وعند أي حديث عن المشاكل القائمة في المستشفى، يقول “جُباري”، وأتباعه، إن “التحالف يقف خلف هذه المشاكل والإشكالات”؛ كما تقول مصادر من داخل المستشفى.
في 23 سبتمبر الفائت، نشرت “الشارع” تقريراً عن المشاكل القائمة في هذا المستشفى، بسبب “صَهْر” وزير الدفاع. تحدث الكادر الطبي والتمريضي للمستشفى بألم عما يتعرضون له من “صَهِر” الوزير. كشف التقرير الأعمال الاستفزازية التي يقوم بها “جُباري” ضد موظفي المستشفى، ومنها إقدامه على استقطاع مبالغ مالية كبيرة وغير قانونية من رواتبهم، بهدف تطفيشهم من العمل في المستشفى.
وقالت المعلومات، إنه عندما يتم الحديث عن رفع ما يجري في المستشفى إلى قيادة التحالف العربي في مأرب، يرد بشير جُباري: “التحالف ما له دخل، ولن يمشي إلا ما نراه إحنا. لن يحكمنا التحالف لداخل بلادنا”!
تفاعلت قيادة “التحالف” في مأرب، مع شكاوى موظفي المستشفى، وأصدرت أمراً قضى بإيقاف تدخلات بشير جُبَاري. بيد أن وزير الدفاع أعاد فرض “صَهْره” كمتحكم بالمستشفى وموظفيه. لقد أعاد الوزير تسليم المستشفى لـ “صَهْرِه” (زوج أخته)، الذي يواصل العبث بالمستشفى، كما لو أنه إقطاعية خاصة به!
تجاوزات كارثية جديدة
من التجاوزات الجديدة التي ارتكبها بشير جُباري في إدارة المستشفى الميداني، استبدال رئيسة قسم الأسنان في المستشفى بطالبة متطوعة، وقيامه بتحديد استقبال حالات المرضى في قسم الباطنية بمعدل 40 حالة فقط في اليوم الواحد، وإذا زاد عدد المرضى عن ذلك لا يتم استقبالهم.
وأفاد مصدر طبي في المستشفى لـ “الشارع”، إن “بشير جباري استقدم طالبة تدرس في جامعة العوم والتكنولوجيا، تُدعى الخنساء حسين الموساي، للعمل كمتطوعة في قسم الأسنان في المستشفى، إلا أن رئيسة قسم الأسنان في المستشفى، الدكتورة سمر دماج، رفضت اعتماد الخنساء ضمن الكادر الطبي العامل لديها، ونظراً لذلك أقدم جُباري على الاستغناء عن الدكتورة دماج، وعَيَّن الطالبة المتطوعة (الخنساء) رئيسة لقسم الأسنان بدلاً عنها”.
وحصلت “الشارع” على صورة من رسالة طلب عمل قدمتها الطالبة “الخنساء” إلى بشير جُباري، في تاريخ 25 يوليو الماضي، قالت فيها: “أنا الخنساء حسين عبدالله الموساي،

بكالوريوس طب أسنان، جامعة العلوم والتكنولوجيا، أرغب بالعمل لديكم”. وعلى المذكرة، رَدَّ “جُبَاري” على طلب “الخنساء”، موجهاً شئون الموظفين: “لا مانع من أن تعمل لدينا في قسم الأسنان كمتطوعة”.
في أكتوبر الماضي، وطبقاً للمصدر الطبي، قدمت الدكتور سمر دماج، رئيسة قسم الأسنان، التي ظلت تعمل في القسم رغم إقصائها، مذكرة إلى المدير الفعلي للمستشفى، المُعين من قبل التحالف العربي، الدكتور عبدالحكيم الشرعبي (أبو حكيم)، أبلغته فيها بالاختلالات الطارئة في عيادة الأسنان.
وقالت الطبيبة دماج، في مذكرتها: “إنه بعد أن مضى على عمل العيادة قرابة 10 أشهر، وكان الأداء فيها، خلال 7 أشهر كاملة، بتقييم ممتاز، تم إحضار الأخت الخنساء الموساي (سنة خامسة طب أسنان) لتصبح متطوعة بتوجيهات الدكتور بشير جباري، ثم لتصبح ضمن كادر العمل بتوجيهاته، مفيداً أنها توجيهات لمعالي وزير الدفاع (حفظه الله) لتصبح ضمن جدول عمل العيادة، وهذا مخالف للوائح العمل، ومخالف لتوجيهات رئيس دائرة الخدمات الطبية الدكتور محمد عيسى ضمن قرارات لجنة التفتيش التي نزلت للتحقيق في الاختلالات التي يقوم بها الدكتور جباري”.
وأضافت: “بدأت الأخت الخنساء بعلاج حالات مرضية وفدت للعيادة ضمن توجيهات الدكتور جباري، وكانت نتائج هذا العمل في أغلبها سلبية على عمل العيادة، نتيجة لنقص الخبرة والتمكن، فهي تحتاج لفترة أطول من التدريب والعمل تحت الإشراف المباشر وتتجاوز سنة خامسة في الجامعة وحينها تصبح قادرة على القيام بواجبات العلاج كاملاً، وعليه فإن الاختلالات تتمثل في التالي:
-
انخفض عدد الحالات التي تعالجها العيادة يومياً من معدل (35 إلى 40 حالة) إلى أقل من 10 حالات يومياً.
-
تعود أغلب هذه الحالات بعد يوم أو يومين تشكو من سوء طريقة العلاج وسوء إعداد الحشوات وغيرها، ما تسبب لهم بالالتهابات ومضاعفات واستدعى الأمر علاجهم مرة أخرى.
-
تضاعف استهلاك المواد التطبيبية المستخدمة في العيادة بنسبة الضعف، وعانينا لعدة أيام من نفاد مواد التخدير، ما أدى إلى توقف العمل تقريباً لمدى 3 أيام.
-
تكرر قيام الأخت الخنساء بعمليات تنظيف للفم لحالات أغلبها تأتي من باب المجاملات وكسب المودة من شخصيات ووجاهات لهم ولعائلاتهم يجلبهم الدكتور جباري، ما عرقل كثيراً كشوفات المرضى الوافدين للعلاج، وأعاق كثيراً إعطاء الأولوية لأفراد الجيش والأمن وعوائلهم ولهم الأحقية الأولى ثم لأبناء المدينة من البسطاء ومحدودي الدخل.
-
خلال هذا الشهر فقط تعطل كرسي العلاج لأكثر من مرة نتيجة عدم التعامل الجيد معه، وقد بقي الجهاز في أفضل حالة خلال شهور سابقة.
-
تعرض التروبينات للعطل لأكثر من مرة بسبب الإهمال، نتيجة العمل لوقت متأخر من الليل، ومغادرة العيادة دون القيام بواجبات تنظيف وترتيب وإغلاق كل المواد والأجهزة”.