حاربت قريش الإسلام بكل قوة ليس لإيمانها بصحة عبادة الأصنام أو دفاعاً عن آلهتها من خطر دين جديد بل لأن تجارة الأصنام كانت تدر عليها أرباحاً وفيرة.
وهم الدفاع عن الدين مرض مزمن عبر العصور وتجارة رابحة. ولهذا يحتفل الحوثيين بهذا البذخ، فهو وسيلتهم لتخدير البسطاء وسرقتهم، حتى أن اتباعهم سيشعرون بالحرج إذا ما تذمروا من فقهرهم الذي أوصلهم إليه جشع المسيطرون عليهم، لاعتقادهم بأن تعذيبهم مستحق للتكفير عن ذنوبهم وأنهم استحقوا أن يحكمهم من يدوس على رقابهم.
وكلما ارتبط الدين بالظلم كوسيلة كان التمرد أسرع ليس فقط على الدين حتى على الأخلاق. لذا نرى كل هذا التدهور الأخلاقي الذي لم نلمسه إلا خلال هذه السنوات الأخيرة وبوتيرة متزايدة.
فكيف سيقنع الناس بأن الدين محبة وعدل وقد حولوا طقوسه لمواسم احتفالات وجبايات من ظهور شعب لا يجد ما يسد به رمقه.
وفي المقابل ظهور طبقة فاحشة الثراء؛ لا تشعر بمحيطها المتذمر، تحدث الناس عن الفضيلة ستزيد من كراهية الناس لهم ولدينهم، ولن تكتفي بإعادة اليمني لعصر الأقيال والإكليلات. بل ربما تعيدهم لعبادة الشمس من جديد نكاية بهم.