إن ما يجري في مناطق سيطرة الحوثي هو استلاب حياة الملايين وتدجينها وقولبتها بقالب على مقاس معايير الحركة الميليشاوية.
تدمير ممنهج للوعي ولكل ما لا يتفق مع منهجهم، خطط خبيثة سرطانية بإفراغ المناطق من شبابها ورجالها وإرسالهم لمحرقة الجبهات، ومن ثم التفرغ لسرقة أراضيهم وأموالهم، حيث لم يتبق هناك إلا قلة لتدافع عنها.
ما يجري هو إخضاع تلك المناطق لقانون الغاب حرفياً، بحيث لا قانون يحمي المواطن، فالمليشيا قادرة على مصادرة ما تشاء وقتل من تريد بدم بارد.
الإصرار على قيامهم بدور الوصي على سلوك الناس، بحيث يصادرون الحريات الشخصية والعقائدية والحزبية، وكل ما يتعلق بإرادة الشعب، إنما يحول هذه المحافظات لسجن كبير لا يطاق.
والأخطر من كل هذا، قتل الأمل في نفوس المواطنين، بحيث يصبحوا عاجزين عن أي مقاومة، فيعود أطفالهم من المدرسة مرددين للصرخة، حتى أثناء اللعب بدون وعي، ولا يستشعرون الخطر الوجودي.
كل هذا، مؤشر خطير لما ستؤول إليه الأحداث، وإلى أين سيذهب الحوثي بأيدولوجيته للسيطرة على المجتمع والعقول ليصبح الوطن هو الجحيم.