وضع شعب بأكمله تحت طائلة الحاجة شيء مرعب، أصبحت التبرعات المجتمعية لا تفي بالغرض، وغير قادرة على توزيع المعونات على المحتاجين.
أعني بذلك التبرعات الفردية، التي يقوم بها الأشخاص، أما بأنفسهم أو لمجموعة منهم، ومن ثم يتم توزيعها بمعرفتهم.. أما التبرعات الدولية فتذهب للفاسدين ومن يدور من حولهم ولا تصل لمن يستحقها فعلاً.
هناك في المدارس تكتشف مصيبة مجتمع بحاله.. تصل تبرعات ويصعب توزيعها، فالتبرعات قليلة والمحتاجين أكثر.
تصل مجموعة من الأحذية الرياضية أو بعض من ثياب الشتاء فلا تحل مشكلة بل تخلق مشاكل أكثر فمثلاً: تعترض المعلمات على توزيعها للطالبات بينما أولادهن بلا أحذية وهن بدون رواتب.
يتم توزيع التبرعات ليأتي أولياء الأمور للوم المسؤولة عن التوزيع، لماذا اعطيتي تلك الطالبة وابنتي لا.. أو اعطيتي أخت وأختها لا.. وتجد المسؤولة عن التوزيع نفسها في دوامة من المشكلات عوضا عن حلها غير وجود بعض الإدارات التي بدون ضمير وتحتجز بعضها لنفسها أو توزعها مجاملات لمعارفها بينما التبرعات المقصود بها الطالبات.
أما توزيع وجبات مجانية وقت الراحة فحدث ولا حرج هذا إذا وجدت، فالجوع أقتسم بين الطالب والمعلمين.
ويظل الأمل بالرحمة المتواجدة في نفوس الناس تجاه بعضهم البعض، وبأن يهتموا فعلاً بتوزيع ما لديهم من فضل لمن لا فضل له، وذلك بأنفسهم، أو عن طريق أشخاص ثقة، فهناك في البيوت متعففون كثر بلا ملابس للشتاء ولا أحذية ولا طعام.