مقالات رأي

ميليشيات الحوثي بين ادعاء الأقلية ومحاربة الأقليات

منذ بداية الحرب، انتهجت ميليشيات الحوثي نهجاً سياسياً تجاه المجتمع الدولي، عبر شخصيات ومنظمات داخلية تتبعها، تتحرك في الخارج تدعي أن ميليشيات الحوثي ذات أقلية عرقية في اليمن، وأنها تعاني حرب عنصرية من بقية اليمنيين، وهذا التحرك هدفه وقوف المجتمع الدولي معها لتمكينها في الحكم من باب القوانين الدولية المساندة للأقليات.

في حين تقوم ميليشيات الحوثي داخلياً في اليمن بمحاربة الأقليات سواءً الأقليات العرقية أو الدينية.

قبل يومين حدث هناك اعتداء على مخيم للمهمشين، أصحاب السواعد السمراء في منطقة القاعدة إب، وتم قلع مخيماتهم.

لم تحرك الميليشيات الحوثية ساكناً، بل هي وراء ذلك الاعتداء عليهم.

ولو كانت مع الأقليات، لعرفت أنها مسؤولة عن حمايتهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم، وتنقذهم من العيش في العراء بين حر الشمس وبرد الليل، وتدمجهم في المجتمع، وتوفر لهم فرص العمل، وتمنحهم الشراكة في السلطة، لا أن تستخدمهم وقوداً لجبهاتها أو تزيدهم تهميشاً فوق تهميشهم.

وهذه جريمة عنصرية كبيرة توضح كيف تتعامل الميليشيات مع الأقليات العرقية، وإن كانت جريمة مماثلة لتعاملها مع الأكثرية اليمنية كالقبائل، إلا أن كل ذلك يجب أن يكون دليلاً على تعامل الميليشيات العنصري، إذ ليس هناك من يتعامل ضدها بعنصرية، ولكن هي من جاءت بالعنصرية وتمارسها، وأيضاً دليلاً على تعاملها مع الأقليات العرقية أصحاب السواعد السمراء.

من جهة أخرى، فإن ميليشيات الحوثي تقوم بشن حرب عامة ضد الأكثرية والأقلية الدينية في اليمن، تحارب كل التدين السني والجماعات السنية، وتحارب كل المذاهب ولا تريد إلا مذهبها الطائفي، وقامت بعملية تصفيات لبعض قيادة المذهب الزيدي داخلها، كما قامت بمحاربة الأقليات الدينية الأخرى كالبهائية وغيرها، بما فيهم حتى اليهود في اليمن.

وهذا دليل على أن ميليشيات الحوثي لا تؤمن بالتعايش الديني، ولا تحترم الأديان، سواءً مع الأكثرية أو الأقليات.

قبل ما يقارب ثلاثة أشهر، كتبت مقالاً يحمل عنوان تصنيف الحوثي بالإرهاب مطلب إسلامي يهودي نصراني.

وكان هدفي إظهار أن ميليشيات الحوثي لا تؤمن بالتعايش الديني، ويتعارض نهجها مع نهج كل الأديان السماوية، وإيجاد اصطفاف عالمي ضدها يشمل كل الديانات.

ولكن قوبلت بالنقد اللاذع والاستهتار والاتهام بالميول نحو اليهودية وغيرها.

المفروض لو كنا نريد تحقيق اصطفاف عرقي ضد الحوثية، فلا نتعامل معها بعنصرية كردة فعل على تعاملها، ولكن يجب إظهار أن هناك اصطفافاً ضدها يشمل كل اليمنيين من قبائل وهاشميين وأبيض وأسود.

وأيضاً يجب أن نظهر أن هناك اصطفافاً ضدها من جميع المعتقدات الدينية السنية والصوفية والمذاهب وبعض ديانات أخرى.

ميليشيات الحوثي ذات فكر لا يؤمن بالتعايش ولا يؤمن بالتقارب، لا تتعايش دينياً مع من يختلفون معها، ولا تتقبل من يتقاربون معها فكرياً من بعض مذاهب أو معتقدات.

ولذا يجب إظهارها أنها ليست أكثرية ولا أقلية في اليمن، وإنما فئة تحارب الجميع، وتقف ضد الأكثرية والأقلية دينياً وعرقياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى