في الواجهة

وكالة دولية: قيادات حوثية تعمل سرا مع عصابات تهريب الأدوية

عدن- “الشارع”:

كشفت وكالة أخبار دولية، عن ارتباط قيادات في مليشيا الحوثي، سرا بشبكات وعصابات تهريب الأدوية إلى اليمن، والتي أودت مؤخرا بحياة نحو 20 طفلا من مرضى سرطان الدم بعد حقنهم بعقار مهرب ملوث في أحد مشافي مدينة صنعاء.

 ونقلت وكالة “أسوشيتيد برس“، عن مصادر طبية في صنعاء قولهم: إن مسؤولين حوثيين يعملون سرا بالشراكة مع مهربي الأدوية. الذين يبيعون في كثير من الأحيان أدوية منتهية الصلاحية لعيادات خاصة من مخازن منتشرة في جميع أنحاء البلاد.

وتأتي هذه التصريحات، غداة اعتراف مليشيا الحوثي بوفاة عشرة أطفال من المصابين بسرطان الدم. جرى حقنهم بعقار مهرب مصنع في الهند، يعرف بـ  “ميثوتركسيت”، في مستشفى الكويت بصنعاء.

وأوضحت المصادر الطبية، أن الحوثيين بارتباطهم بشبكات وعصابات تهريب الأدوية، “يحدون من توافر العلاجات الآمنة”.

ونقلت الوكالة الأمريكية عن والد أحد الأطفال المتوفين، قوله: إن “أسوأ شيء هو أن إدارة المستشفى حاولت إخفاء الحقيقة عنا”.

في السياق، نقلت وكالة فرانس برس، أمس الجمعة، عن مصدر طبي مسؤول في صنعاء رفض الكشف عن هويته خوفا من الملاحقة، قوله: إنّ الدواء كان منتهي الصلاحية، وإنّ الأطفال توفوا “اثر الحقن مباشرة”.

وأوضح المصدر، أن عدد الوفيات قد يكون أعلى مما أعلنت عنه السلطات نظرا لوجود “50 طفلا في الوحدة ذاتها”. أي في (مستشفى الكويت).

ونقلت الوكالة الفرنسة عن والدة أحد الأطفال قولها، إنّ الحقنة التي اعطيت لابنها (8 سنوات) “كانت الأولى في علاجه بعدما اكتشفنا مرضه”.

وأضافت: “أُصيب بآلام مختلفة، فطلب طبيب حقنه بالمهدّئات. لكن آلامه اشتدت وفقد وعيه ثم توفي. لا استطيع تخيل حياتي بدونه ولا أعرف سبب ما حدث. لكني سمعت الأطباء يتحدثون عن تلوث فيروسي في الجرعة التي أعطيت له ولبقية الاطفال”.

تستورد الحكومة المعترف بها الأدوية من الخارج لكن عملية نقلها لمناطق الحوثيين تتطلب وقتا طويلا بانتظار الحصول على موافقات من الطرفين. أما الأدوية التي تُستورد مباشرة إلى مناطق الحوثيين، فإنّها تصل عبر سفن تخضع للتفتيش من قبل التحالف العسكري بقيادة السعودية في مياه البحر، وغالبا ما تكون أسعارها مرتفعة جدا. وفق فرانس برس.

والخميس الماضي، أعلنت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، عن وفاة نحو عشرة أطفال من أصل 19 آخرين حقنوا بالدواء. وتتراوح أعمارهم بين 3 و15 سنة.

وأوضحت في بيان صادر عنها، أن الأطفال “تعرّضوا لمضاعفات إثر تلقيهم دواء تم تهريبه إلى صيدلية خاصة”.

وأضافت أن طفلا واحد مازال في حالة حرجة للغاية، وثمانية أطفال يعانون من مضاعفات خفيفة، ويتلقون الرعاية في العناية المركزة.

وذكرت، أن التحقيقات الجارية، أفضت إلى “اكتشاف تلوث بكتيري في عبوات الدواء المستخدم”.

فيما تحاول مليشيا الحوثي التهرب من مسؤوليتها في هذه الجريمة، حاولت إلقاء اللائمة على الأسر. التي قالت إنها هي من اشترت العلاج من إحدى الصيدليات في شارع الزبيري. غير أن العديد من المصادر المتطابقة تؤكد أن الدواء الذي حقن به نحو 50 طفلا من مرضى سرطان الدم، منتهي الصلاحية. وجرى صرفه عبر “مؤسسة بلدنا للإغاثة والتنمية”، و”صندوق مكافحة السرطان”. وهما من الكيانات التابعة للحوثيين، التي أنشئتها المليشيا للاستحواذ على المساعدات الإغاثية والإنسانية.

كما تحاول المليشيا الحوثية، باستغلال معاناة الأطفال الضحايا وأسرهم كورقة ابتزاز. واستهتار بحياة السكان، بإرجاع السبب إلى “الحصار” وإجراءات التحالف العربي التي يتبعها في فرض قيود على المنافذ البحرية والجوية، تنفيذا لقرارات الأمم المتحدة في مراقبة تدفق الأسلحة المهربة للمليشيا منعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى