في الواجهة

حصار وقتل وتشريد واختطاف واقتحام منازل.. إرهاب حوثي بحق سكان قرية “صرف” في صنعاء

صنعاء- “الشارع”- تقرير خاص:

تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية، للأسبوع الثاني على التوالي، حصارها الخانق على قرية صرف بمديرية بني حشيش شرق صنعاء شمالي اليمن. بالتزامن مع حملة اختطافات واسعة طالت العديد من سكان القرية.

وقال مصدر محلي لـ “الشارع”، إن مليشيا الحوثي، داهمت صباح اليوم السبت، قرية صرف واقتحمت عددا من منازلها واختطفت عشرة أشخاص واقتادتهم إلى جهة مجهولة. كما تمنع الأهالي من التحرك داخل القرية أو مغادرتها.

وأوضح المصدر، أن اقتحام المنازل، الذي بدأ في الساعة السابعة صباحا، تزامن مع تحذيرات حوثية للسكان بعدم مغادرة المنازل والذهاب للسوق لقضاء حاجاتهم. مستثنية من ذلك النساء فقط.

وأضاف: أن “كل من يحاول الخروج إلى الشارع من السكان، مسكوه (اختطفوه). ورموا به إلى متن الأطقم الحوثية”.

وذكر المصدر، أن القرية كانت قد شهدت خلال اليومين الماضيين، توقف الاقتحامات الحوثية للمنازل، مع الإبقاء على الحصار. لتعاود اليوم حملة الاقتحامات.

وحصلت “الشارع” على فيديو مصور، يظهر فيه وصول مدرعة حوثية إلى القرية، يرافقها خمسة أطقم على متنها محملة بعشرات من عناصر المليشيا مدججين بالسلاح. وغالبيتهم ملثمون.

ويبيّن مقطع الفيديو، الذي تعتذر “الشارع” عن نشره حرصا على سلامة مصدره، توقف المدرعة والأطقم الحوثية. وبدء عناصر المليشيا باقتحام منازل القرية. كما يوثق لحظة اختطاف المليشيا عددا من سكان القرية والمغادرة بهم على متن الأطقم.

وحصلت “الشارع” من مصدرها على أسماء بعض من الذين جرى اختطافهم في قرية صرف، وهم: فواز عبده غشيش، جميل الغشيش، واثنين من أبنائه، ووسام الغشيش، وبلال جمال عبدالله، وفهد علوان. ونجلي حمود صالح حمود، ومجاهد علي حزام.

وعن تفاصيل الحملة الحوثية وأسبابها على قرية صرف، قال المصدر المحلي ذاته، إن “القضية بدأت عندما جاء علي مثنى اللجامي وهو من الموالين بشدة للحوثيين، قبل أكثر من ست سنوات واستأجر أرضا ومرتفعات جبلية من أسرة شبيح وبعض أبناء عمومتهم ليستثمر فيها بعمل كسارة كري ونيس وما إليها من مواد”.

وأوضح، أن “خلافا حدث قبل خمس سنوات بين المستأجر اللجامي، وأصحاب الأرض من أسرة شبيح، لأسباب عديدة بينها سعي المستأجر على استغلالهم وامتناعه عن دفع ما عليه من مبالغ مالية كإيجار. ليتطور الخلاف بعد ذلك إلى اشتباك مسلح بين الطرفين، أدى إلى مقتل نجل اللجامي. الذي يتهم اثنين من أشقاء المؤجر بقتله، وهما فتحي، وجوهر”.

وأضاف المصدر، أن “شقيقي شبيح، أنكرا التهمة الموجهة إليهما، وهربا من المنطقة، ليتصاعد الخلاف بين الطرفين على إثر ذلك. ورفعت القضية للقضاء، وجرى محاكمة المتهمين غيابيا، على اعتبارهما فارين من وجه العدالة وعليهما أوامر قهرية”.

وقال: أن “المستأجر اللجامي وهو من قبيلة حاشد، ومدعوم من الحوثيين، لجأ قبل فترة، هذا العام، إلى حيلة اتخذها ذريعة لإثارة الخلاف مجددا مع أسرة شبيح. حيث حاول سحب بعض من معداته في موقع الكسارة، فمنعه المستأجر. مطالبا إياه بدفع ما عليه من مبالغ مالية كبيرة مقابل إيجارات الأرض والجبال التي استثمرها خلال السنوات السابقة. غير أنه رفض ذلك، فمنعه المؤجر من نقلها، لينتقل النزاع بين الطرفين، إلى طور أوسع يستعدف القرية بشكل كامل”.

وبيّن المصدر، أن “محاولة اللجامي، نقل معداته جاءت بعد أن استكمل العمل في المنطقة التي استأجرها. ولم يتبقى فيها من أحجار ليحوله إلى نيس وكري، ويرفض دفع ما عليه من مبالغ لأصحاب الأرض”.

وأفاد المصدر، أن “اللجامي، لجأ إلى الحوثيين، مستغلا احتفالاتهم بالمولد النبوي، فذبح سبعة أثوار، أمام وزارة الداخلية الحوثية في مدينة صنعاء. مطالبا بضبط المتهمين بقتل نجله، ونسق معهم، لذلك”.

وقال المصدر، إن “نجل المستأجر سلطان علي اللجامي، الذي تربطه علاقة وثيقة مع محافظ صنعاء المعين من الحوثيين عبدالباسط الهادي، رتب بعد الانتهاء من الاحتفال بالمولد النبوي، للحملة الحوثية التي تحاصر حاليا قرية صرف وتقتحم منازل السكان وتختطفهم بذريعة القبض على المتهمين بقتل شقيقه”.

كما أوضح، أن “نجل اللجامي، قاد الحملة الحوثية بنفسه، إلى قرية صرف، وهو من يحاصرها، ووزع الأطقم على المنافذ المختلفة المؤدية للقرية”.

وأضاف: “بعد أيام من مراقبة عناصر الحملة الحوثية، التي توسعت إلى الأطراف الشرقية لمدينة صنعاء، وتحديدا في شارع مأرب، رصدوا تحركات فتحي شبيح وهو أحد المتهمين، وتابعوه أثناء ما كان برفقة خاله عادل شبيح، على سيارته الخاصة، في الخط العام على طريق مأرب صنعاء. وأطلقوا عليهما وابلا من الرصاص. التي أصابت خاله وأردته قتيلا في الحال. فيما أصيب المتهم فتحي، الذي تمكن من الفرار. وكان ذلك بتاريخ 11 أكتوبر الجاري”.

وتابع: “عقب إطلاق الرصاص، التي أدت إلى إصابة المتهم ومقتل خاله، حاول اثنين من أبناء القرية، تصادف وجودهم أثناء ذلك في المنطقة، إسعاف عادل شبيح. غير أن مليشيا الحوثي منعتهم من ذلك واختطفتهم، وهم: عنتر محمد محسن، وكمال محسن الهاجري. ولم يعرف مصيرهم حتى الآن”.

وأردف: “منذ اليوم التالي للحادثة، شددت الحملة الحوثية، حصارها على قرية صرف. وبدأت بمداهمة المنازل متذرعة بالبحث عن المطلوبين أمنيا، مروعة أهالي القرية. وحذرتهم من إخفاء المتهمين أو أي أشخاص من أسرة شبيح”.

وقال: “عاودت مليشيا الحوثي، بتاريخ 15 أكتوبر، اقتحام عدد من المنازل في القرية، واختطفت كل من له علاقة بأسرة شبيح. وبالرغم من فرار العديد منهم من القرية، إلا أنها لاحقتهم وقتلت بكيل شبيح، وهو يحاول الفرار بدراجة نارية وهو ابن عم المتهمين، وأخذت جثته. كما اختطفت أحد أطفاله يدعى عايش، ويبلغ من العمر 12 عاما. ولم يعرف مصيره حتى الآن. كما لم يعرف المكان الذي نقلت إليه جثة والده”.

وأكد المصدر، أن الحملة الحوثية، استمرت بمداهمة عديد من المنازل في القرية وتفتيشها. ونهبت محتوياتها بما في ذلك منزل القتيل عادل شبيح. الذي قتلته في وقت سابق، وصادرت سيارته.

وكشف المصدر، عن اختطاف مليشيا الحوثي في ذلك اليوم، أكثر من عشرة أشخاص من أبناء القرية، رغم أنهم غير مطلوبين أمنيا وليس هناك أي تهم بحقهم. وهم: “جميل صالح شبيح، وشقيقه عاهد، ومحمد مهدي شبيح، ومرزوق عبدالله شبيح، وشقيقه رمزي، وذو يزن عبد السلام حسين، وزين عبدالله عايض، وجمعان مهدي عايض، ومقيت عادل عايض، وجميل ضيف الله سعد، والصيدلي بشير علي صالح، وهياف محمد حسين (مريض بالسرطان)، وايهاب علي حاتم”.

كما أكد المصدر، على استمرار الحملة الحوثية، في حصارها على القرية وتضييق الخناق على سكانها، الذين تطالبهم المليشيا بتسليم المتهمين، رغم تأكيدهم بأن لا علاقة لهم بهم. لافتا إلى تشرد ونزوح العشرات من سكان القرية خوفا من أي الملاحقات أو اختطاف يطالهم.

وتمارس مليشيا الحوثي، إرهابها وجرائمها بحق سكان قرية صرف، على مرأى ومسمع من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وقبلهما الحكومة والتحالف العربي، دون إدانة تذكر، لما ترتكبه هذه المليشيا الإرهابية، من انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب. وعادة ما يترك السكان في مناطق سيطرة الحوثيين، لمواجهة مصيرهم. فلم تكن صرف الأولى ولن تكون الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى