مقالات رأي

أوطان ومقابر

تتناوب هموم وضغوطات المعيشة على حياة المواطن وتتداوله مواضيع الغاز والماء والخبز والبطالة، العمل، الراتب التعليم، الصحة.. حزمة من المشكلات ألقيت على كاهله، هو وحده المعني بمواجهة كل ذلك في ظل غياب كامل للدولة وحضور طاغٍ للديولة التي تحكم بالقوة العارية المحضة متخففة من كل مسؤوليات وواجبات الدول والحكومات تجاه شعوبها.

تذكرنا الديولة الجديدة ديولة الجباية التي تقتات على عرق المواطن ودمه بديولة الإمام يحيى حميد الدين التي أماتت اليمنيين من الجوع والمرض، وكنا يومها كشعب في طريقه للانقراض كما هو الحال اليوم في عهد الإمام الجديد.

تتفاقم حالة من المجاعة والمهانة التاريخية وتتوزع أوجاع ومشقات حياة المواطن اليمني ويفترسه الجوع والمصير المجهول وخيبات نخبه وشرعيته.

حيث نرى النخب والتنظيمات السياسية ما تزال تكيل التهم لشعبها وتتهمه بعجزها عن التنظيم والتعبئة وحتى التعبير عن حاجات وهموم الشعب، يصل بالبعض من تلك التنظيمات إلى التشفي والازدراء من المجتمع حتى وهو يقدم كل هذه الأكلاف الباهظة طوال سنوات الحرب وقبلها من سنوات الاستبداد الطويلة.

ناهيك عن منظمات المجتمع المدني التي تنتشر اليوم، كالبغايا في أرصفة وشوارع اليمن والعالم، متاجرة بكل هذه الأوجاع والآلام التي يكتظ بها البلد، مغفلة تماماً سبب هذا الضياع الماضوي تحت جبة الإمامة الرثة، التي لم تعد اليمني سوى بالموت ليصبح الحديث عن الحريات والحقوق والسلام والحوار تحت جبتها الرثة اليوم، مثيراً للسخرية أمام هذا الضغط الهائل لموتى يوزعون موتهم على جنبات الحياة لتتشابه في عيون الناس الأوطان والمقابر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى