آخر الأخبار

انتقام “الإخوان” من “جبل حبشي” والتنكيل بأسرة الوقّار

  • اقتحام مبنى المجمع الحكومي في “يَفْرُس”، ونهب كل ما فيه من أثاث وأجهزة ومولد كهربائي كبير قيمته 100 مليون

  • اقتحمت “مليشيا الإخوان” مبنى إدارة أمن المديرية ونهبت ما فيه، وأفرجت عن سجناء بينهم جنديين متهمين بقضايا جنائية

  • بعد تشريد توفيق، عاد الجنديان، مع مسلحين، للانتقام. أحدهما، قام بشتم وتهديد والد توفيق، وقال له: “دولتكم انتهت، وبا ندخل لكم إلى داخل بيوتكم”

  • عصابة تقطعت لخليل الوقار في مفرق جبل حبشي، واعتدت عليه، وحاولت قتله، بإطلاق الرصاص عليه

  • دخل خليل الوقار إلى إدارة أمن المحافظة في مدينة تعز لتقديم شكوى، فتم القبض عليه وإيداعه السجن، ولايزال في السجن حتى اليوم

  • الوقار الأب، غادر قريته واتجه إلى مدينة تعز للمطالبة بالإفراج عن ابنه خليل، فتم اختطافه والاعتداء عليه

على خلفية أعمال القتل المتبادلة، والحرب غير المعلنة القائمة في تعز، بين مسلحين “مليشيا الإخوان” المنتمين إلى “جبل حبشي”، ومسلحيها المنتمين إلى “مِخلاف شرعب”، جرى، مؤخراً، نهب مبنى المجمع الحكومي الخاص بمديرية جبل حبشي، والكائن في عاصمتها “يَفْرُس”. لقد تم اقتحام مبنى المجمع الحكومي ونهب كل مقدرات المبنى وأثاثه الذي كان لايزال يكتسي بأغلفته المصنعية، وأجهزته الإلكترونية، ومولده الكهربائي الأتوماتيكي الكبير، الذي تم شراؤه بمائة مليون ريال.

وأقدمت “مليشيا الإخوان” على نقل هذه المنهوبات جهاراً نهاراً، يوم 13 نوفمبر الجاري، إلى حوانيت تجارية تابعة لأفرادها في “سوق الضَّبَاب”، الذي تتخذ منه الجماعة معقلاً لها.

واتخذت “مليشيا الإخوان” مبنى المجمع الحكومي، الذي يتوسط الأحياء السكنية،  وكراً لممارسة أجندتها العسكرية، ومركزاً تدريبياً لمقاتليها، لما يسمي بـ “قوة الحشد الشعبي”، غير مكترثة بالقوانين واللوائح العسكرية، والأعراف والمبادئ القبلية، التي لا تجيز إقامة معسكرات تدريبية وسط الأحياء السكنية”.

أثار ذلك استياء أهالي “جبل حبشي”، ووجه عدد من مشايخهم وأعيانهم رسالة إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية ومحافظ تعز، طالبوهم فيها بإخراج المسلحين من الأحياء السكنية في “يَفْرُس”، “وإعادة المنهوبات، وإلزام المجلس المحلي والمكاتب التنفيذية بالدوام الرسمي في مبنى المديرية، وتجنيب المنطقة ويلات الصراع والاقتتال”.

وحَمَّل المشايخ والأعيان مدير المديرية، “الإخواني” فارس المليكي، ومدير أمن المديرية، البركاني، مسؤولية نهب مبنى المجمع الحكومي في المديرية.

ظلت “يَفْرُس”، لقرون، مركزاً لـ “قضاء الحُجَرِيِّة”. وفي “يَفْرُس” معالم أثرية، وفيها ضريح رجل الدين المتصوف “بن حسان”، لهذا تُعَدّ “صرحاً روحانياً” للمتصوفين، ويقصدها الزائرون والسياح. وكان على “الإخوان” إخضاع “يَفْرُس” ضمن مشروعها الكبير المتمثل في إخضاع “الحُجَرِيِّة” والسيطرة عليها.

لقد أرهبت “مليشيا الإخوان” أهالي “جبل حبشي”، ومنعت أعضاء المجالس المحلية فيها (ينتمي أغلبهم إلى حزب المؤتمر) من ممارسة مهامهم. صار كل شيء في المديرية يُدار من قبل “مليشيا الإخوان”؛ ونتيجة ذلك كانت كارثية: تحويل المديرية إلى ممر رئيسي لتهريب السلع للتجار، وتهريب الأسلحة والمشتقات النفطية من مناطق الشرعية إلى مليشيا الحوثي.

كان الجندي خليل الوقار، شقيق توفيق، مسؤولاً عن غرفة الأمانات في إدارة أمن مديرية جبل حبشي. وعندما اجتاحت “مليشيا الإخوان” المديرية، نهبت ما في مبنى إدارة الأمن، بما في ذلك أسلحة و”جنابي” كانت في غرفة الأمانات.

وسبق لمصدر مطلع أن قال لـ “الشارع”، إن الحملة العسكرية “الإخوانية” نهبت من غرفة الأمانات بمبنى إدارة أمن المديرية 5 قطع سلاح كلاشنكوف، بينها قطعتان تابعتان للجنديين منيف أحمد، وإبراهيم علي، الذين تم القبض عليهما على ذمة جرائم جنائية. كذلك، كان في الغرفة “معدل شيكي منزوع الإبرة، و20 جنبية، بينها جنبية مملوكة لمدير الأمن السابق في المديرية، توفيق الوقار، وتقدر قيمتها بأكثر من مليون ريال يمني، إضافة إلى تلفونات ومبالغ مالية”.

“مليشيا الإخوان” نهبت كل ذلك، وأفرجت عن جنود سجناء كانوا مسجونين في سجن المديرية على ذمة ارتكابهم لجرائم متعددة، بيهم الجنديين منيف وإبراهيم، الذين كانا مسجونين على ذمة قيامهما بأعمال سرقة وعمليات تقطع. منيف وإبراهيم جنديان في محور تعز العسكري، وتمكن توفيق الوقار من القبض عليهما، وسجنهما في سجن المديرية، ووضع سلاحيهما (قطعتي كلاشنكوف) في “غرفة الأمانات”.

وقالت المعلومات، إن منيف أحمد هو جندي في قيادة محور تعز العسكري، وإبراهيم علي، جندي في اللواء 17 مشاة، التابع للمحور، وكانا مسجونين في إدارة أمن مديرية جبل حبشي، قبل خروج الحملة العسكرية، التي أفرجت عنهما، دون إحالتهما إلى النيابة، رغم أنهما كانا محبوسين على ذمة قضايا سرقة وتقطع. وقالت المعلومات، إن الجندي الأول كان مسجوناً على ذمة قضية تقطع وفرض جبابة على أصحاب محال تجارية ومواطنين، فيما الثاني كان محبوساً على ذمة سرقة دراجة نارية.

والجندي منيف أحمد ينتمي إلى “جبل حبشي”، ويعمل مرافقاً مع قائد محمور تعز العسكري، اللواء خالد فاضل.

بعد تشريد توفيق الوقار، والتنكيل بمقاتليه وجنوده وأفراد أسرته، عاد الجنديان للانتقام. طلبا من شقيقه خليل تسليمهما سلاحيهما، وظلا يهددانه ويهددان أفراد أسرته. وضمن الانتقام، قامت عصابة مسلحة، في 4 أكتوبر الفائت، في “مفرق جبل حبشي”، بالاعتداء على خليل الوقار، وأطلقت عليه النار من سلاح خفيف ومتوسط. طلبا من شقيقه تسليمهما سلاحيهما، وأطلقا الرصاص عليه محاولين قتله في “سوق مفرق جبل حبشي”.

دخل “خليل” إلى مدينة تعز، وتوجه إلى إدارة أمن المحافظة لتقديم شكوى، فتم القبض عليه وإيداعه السجن، فيما لم يتم حتى التحقيق مع أفراد العصابة التي حاولت قتله، وكان يقودها الجندي منيف أحمد!

الحاج مهيوب الوقار، غادر قريته واتجه إلى مدينة تعز للمراجعة عن ابنه خليل، والمطالبة بإطلاق سراحه. وبعد خروجه من مبنى نيابة الاستئناف في المدينة، تعرض، يوم الأربعاء الموافق 22 أكتوبر المنصرم، للاختطاف من قبل الجندي منيف أحمد، ومسلحين/ “جنود” آخرين من “شرعب” يعملون ضمن “مليشيات الإخوان” في المحافظة.

وأكدت المعلومات، أن الجندي منيف أحمد هو من قام، مع مسلحين آخرين، باختطاف الحاج مهيوب الوقار، من وسط مدينة تعز.

الخاطفون، نقلوا “الوقار” الأب إلى إحدى المباني المهجورة، وقام أحدهم بالاعتداء عليه، دونما احترام لتقدمه في السِّن، أو اعتبار للحيته البيضاء! وفي منتصف ليل الجمعة (23 أكتوبر)، اتصل قائد محور تعز العسكري، بأحد أولاد “الوقار”، وأخبره أن والده متواجد في قيادة المحور.

وفي الساعات الأولى من فجر السبت (24 أكتوبر)، تم الإفراج عن الوقار الأب، بعد يومين من اختطافه، وأوصله طقم تابع للمحور إلى قريته، بتوجيه من خالد فاضل. حينها، نقل لـ “الشارع” مصدر مقرب منه قوله: “أحد المسلحين اعتدى عليَّ بالضرب والإهانة”.

كما نقل المصدر، يومها، عن الوقار الأب، قوله: “أوصلوني [الخاطفون] إلى منطقة خلف مستشفى الثورة (على خطوط التماس مع مليشيا الحوثي الانقلابية)، وهناك كان في واحد عسكري يعمل في قسم شرطة الحكيمي، أعرفه من قبل، قال لي: يا حاج، جيب السلاح حق الناس، فقلت له: أنا رعوي معي “عُدّة ومِضْمِدْ” (أدوات حراثة)، فأشار إلى المسلحين أن يدخلوني العمارة واحتجزوني في البدروم”.

وكان الجندي منيف أحمد قد التقى، قبل أسبوعين من عملية الخطف، الحاج مهيوب الوقار في “سوق مفرق جبل حبشي”، وقام بشتمه وتهديده، وقال له: “دولتكم انتهت، وبا ندخل لكم إلى داخل بيوتكم”.

لقد تم الانتقام من توفيق الوقار. لقد تم تشريده، واقتحام منازله ومنازل أسرته، وقَتْل 3 من جنوده، واختطاف عدد آخر منهم، بينهم اثنين من اخوته (خليل وهيثم)، إضافة إلى اختطاف والده والاعتداء عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى